الأحد، 18 أغسطس 2013

نظام الري






نظام الري





عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp



استطاعت البحوث الآثارية أن تتعرف على أدلة عن الري في بلاد ما بين النهرين وفي مصر تعود إلى تاريخ قديم يرجع إلى الألف السادسة ق م، حيث كان الشعير يزرع في مناطق ليس فيها ما يكفي من الأمطار لري هذه الزراعة. واستطاع إنسان ما قبل التاريخ أن يبقى على قيد الحياة بالطعام الذي توفره له الحبوب والخضراوات والحيوانات في زمن 10000 سنة ق م. ويعتقد بأن الزراعة بدأت حوالي 8000 سنة ق م. ويعتقد بأن أول أنظمة الري في بلاد ما بين النهرين وشمال أفريقيا (الجدول 1) قد بدأ قبل 6000 سنة ق م. وتمثل هذه التواريخ القديمة بداية استعمال الري أكثر ما تمثل مشاريع الري على نطاق واسع. وتعكس هذه التواريخ التقدير الإنساني لبداية الري وليس أول سجل تاريخي لوسائل الري الفعلية عن وجود الري بالقنوات. وقد تولى ويلاردسن استعراض شاملا للتاريخ المسجل عن الري على نطاق واسع. ويقدر بأن ثايلاند، وحوض نهر اليانغتسي في الصين قد بدأ فيهما الري حوالي 5000 ق م، بينما بدأ في وادي نهر الأندوس، وهو الباكستان حاليا، حوالي 3500 ق م. ويعتقد بأن الري في أوربا بدأ حوالي 4500 ق م، بينما بدأ في اليابان قبل 2500 سنة ق م، بتأثير الصين. أما أميركا الشمالية والجنوبية، ممثلتين بالمكسيك، فقد بدأ الري فيها حوالي 1500 ق م. يرى الكثير من المؤرخين بأن الزراعة بالري قد دعمت نشوء الحضارات، لكنها احتاجت ايضا لتطورحضارات متقدمة. كما يرى مؤرخون آخرون بأن التخلف في إمكانات الزراعة المروية هو الذي أدى إلى تدهور الحضارات؛ بينما يرى آخرون بأن تدهور الحضارات هو الذي أدى إلى تدهور الري.
الجدول 1
بداية الزراعة المروية في المناطق الرئيسة في العالم.
المنطقة التاريخ ق م
الشرق الأوسط
بلاد ما بين النهرين 6000
شمال أفريقيا 6000
آسيا
حوض نهر اليتانغتسي 5000
تايلاند 5000
وادي الأندوس 3500
أوربا 4500
اليابان 2500
أميركا 1500
 
 جنائن بابل المعلقة

(لوحة من القرن السادس عشر محفورة وملونة باليد عن جنائن بابل المعلقة من عمل الفنان مارتن هيمسكيرك، ويبدو في خلفيتها برج بابل.)

" وهناك كانت الجنائن المعلقة؛ ترتفع فيها السلالم نحو الأعلى كأنها تتسلق جبلا. وكان كل واحد من السطوح يرتفع للأعلى من الذي قبله وكأنه مزمار، أو قناة ناي موسيقية صنعت من أنابيب عديدة بأطوال متباينة. ويعطي هذا الشكل مظهر خشبة مسرح. وكانت هذه السطوح محاطة بجدران متقنة البناء يبلغ سمكها ستة وعشرين قدما. وكانت المقصورات مسقفة بشرفات من الصخر. وإلى الأعلى منها كان هناك أول أفرشة القصب وفيها مقدار كبير من القار، وبعدها طبقة مزدوجة من اآجر المطبوخ المبني بالجبس؛ وفوق كل ذلك غطاء من الرصاص لكي لا تتسرب الرطوبة من الكمية الكبيرة من التربة التي وضعت فوقها. وكانت الأرض بعمق كاف لتحتوي جذور الأنواع العديدة من الأشجار التي كانت تبهر الناظر بحجمها الكبير وجمالها. وكان هناك ممر تسير فيه أنابيب تصعد إلى أعلى مستوى وتجري فيها كمية كبيرة من المياه التي ترفعها من النهر مكائن خاصة، ولا يظهر من الخارج أي من هذه العمليات