الاثنين، 19 أغسطس 2013

نشوء المدن، تقنيات البناء والتخطيط العمراني









نشوء المدن، تقنيات البناء والتخطيط العمراني





عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp

عندما نظر البابليون إلى الزمن الماضي لم يروا جنة عدن بل رأوا موقعا قديما يدعى أريدو والتي اعتقدوا بأنها أول المدن التي أنشأت في بلاد ما بين النهرين القديمة حيث ظهرت أولى المدن في الفترة ما بين 3500-4000 ق م. ولا يعرف أحد على وجه التحديد لماذا بدأت الحياة الحضرية في بلاد ما بين النهرين. وربما نشأت المدن الحضرية نتيجة الظروف البيئية هناك. كانت قلة الأمطار السبب الذي دفع الناس إلى التعاون في جهود مشتركة في شق قنوات الري لإرواء الأرض. وربما كان هناك سبب آخر وهو الحاجة لحماية مجتمعهم في تلك السهول المنبسطة فوحدوا جهودهم المشتركة لإيجاد تجمعات محمية بالأسوار. وأيا كان السبب فقد كانت تلك المرة الأولى في التاريخ البشري حيث وحد الناس طاقاتهم نحو إرضاء الحاجة لإيجاد المجتمع المدني.



(منظر لمدينة بابل ، زيت 1936، منقولة عن لوحة  بريشة هربرت آنقر) يلاحظ في هذه الصورة لمدينة بابل أن الفنان قد أعاد تصوير منظر الجانب الشرقي للمدينة كما كان يظن بأنها كانت تبدو أثناء حكم نبوخذ نصّر (604-562 ق م تقريبا). ويشاهد في مقدمة الصورة نهر الفرات الذي كان يمر من وسط المدينة. وإلى جانب النهر تظهر مجموعة المعبد المقدس للإله مردوخ والتي تشمل الزقورة، وهي برج مدور، ربما كان هو السبب في إنشاء الحكاية البابلية المشهورة عن برج بابل. وما وراء المعبد تقع بقية القسم الشرقي من مدينة بابل وأسوارها الدفاعية. وما وراء الأسوار تقع الحقول الزراعية المفتوحة في سهول ما بين النهرين.
كانت مدينة بابل (حوالي 600 ق م) تعد واحدة من عجائب العالم القديم، كان يسكنها حوالي 200 ألف نسمة، وفيها منظومة أسوار دفاعية أحاطت بالمدينة لمسافى 10 أميال. كانت المدن بمثابة مركز الحياة لسكان ما بين النهرين.
 المعبد البيضوي في خفاجة The Temple Oval Khafajah, Iraq بريشة هاملتون دي. داربي، 1934، قلم فحم على ورق (مخطط)
يمثل هذا الرسم تخطيطا فنيا للمعبد البيضوي في خفاجة في العراق كما كان يبدو حوالي سنة 2700 ق م. تم اكتشاف بقايا المعبد والمنطقة السكنية المحيطة به من قبل البعثة العراقية التابعة للمعهد الشرقي بين 1930 و1934. تحيط بالمعبد مساكن بنيت بالآجرالطيني وبطريقة متينة والتي صفت جنب بعضها على امتداد الشوارع الملتوية في المدينة. وقد وفرت الجدران السميكة للبيوت عزلا جيدا ضد عوامل الطقس، كما أن السطوح المستوية أمنت مساحات إضافية للمعيشة. إن أحوال الطقس والمصادر الطبيعية المتيسرة هي التي تحكمت في طراز الأبنية وتقنيات البناء في بلاد ما بين النهرين القديمة. وقد أثرت هذه العوامل ليس فقط على مظاهر الأبنية وكيفية تزييها بل كان لها الأثر في بقائها حية في سجلاتنا الآثارية.


 فن العمارة في مدينة أوروك City of Uruk Architecture وجد في مدينة أوروك أول الهياكل الأساسية في تاريخ فن العمارة. ويمكن تأصيل جذور الكثير من عمارة الشرق الأدنى إلى هذه الأبنية النوعية. ذكرت المعلومات عن أبنية مدينة أوروك في مصدرين: الأول بالألمانية عن طريق البعثة الآثارية الأولى، والثاني عن الترجمة الإنكليزية له. يبدو التخطيط الطبقي للمدينة معقدا، لذا فهناك شكوك في الكثير من تواريخها. وعلى العموم فإن هيكل المدينة يتبع الشكلين الرئيسين من العمارة السومرية، مخطط ثلاثي بثلاث قاعات متوازية، وتصميم بشكل حرف تي T مع ثلاث قاعات أيضا. ويلخص الجدول الآتي فن العمارة البارز في مقاطعتي يانّا وأنو. ويجب الانتباه إلى أن المعبد ن N ، والساحة المخروطية الموزائيكية، والقاعة ذات الأعمدة المدورة كانتا كثيرا ما يشار إليها على أنها تركيب منفرد: المعبد المخروطي الموزائيكي 




منقول عن http://www.abualsoof.com/Cone Mosaic Temple