الاثنين، 19 أغسطس 2013

ادب الملاحم

أدب الملاحم





عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp
ختم اسطواني يبين إله الشمس في رحلة في قارب) الفترة الأكدية، حوالي 2300-2155 ق م. تل أسمر، البيوت رقم 4 أ. اكتشفت من قبل المعهد الشرقي 1932.   يظهر الختم الاسطواني الذي على جهة اليمين مع نموذج من الصورة التي حفرت  
 عليه كما تبدو عند دحرجة الختم على الطين. في هذا الرسم يظهر إله الشمس وتشع من أكتافه أشعة الضوء، وهو مسافر على الماء بسفينة رائعة. كما يظهر إلاه آخر يمثل المقدمة المدببة للسفينة وهو بدفعها بعمود، بينما إلاه الشمس يقودها. ويشاهد مع إله الشمس أسد له رأس إنسان يسافر معه وهو مشدود إلى مقدمة السفينة. ويطوف في الهواء فوق الأسد محراث ومزهرية فيها يدة وشيئان، أحدهما ربما يكون حقيبة من البذور، وإلى الخلف من السفينة يقف نصب يمثل إلاهة الزرع. وملئت هذه الآلهة بعرانيص من الإذرة التي تنمو من ردائها بينما تحمل غصنا مزهرا. ولا يعرف المعنى الصحيح لهذا المنظر. ويمكن أن يمثل رحلة خيالية تشير إلى العلاقة بين الأشعة الضوئية التي تمنح الحياة مع نمو الزرع وازدهار المنتوج.

إن هذا الختم نموذج من آلاف الأختام الاسطوانية التي استخرجت من الأرض في المواقع القديمة في بلاد ما بين النهرين. إن ما يحفر على هذه  الأختام يمثل أحيانا التقاليد الأسطورية  التي كانت جزءا من التراث الأدبي العظيم لهذه الحضارة. وإلى جانب الأساطير فإن أدب بلاد ما بين النهرين يشمل ملاحم وقصص وصلوات وأدعية وأمثال ورسائل شخصية وحكايات. إن أبدع عمل أدبي من بلاد ما بين النهرين  القديمة هي ملحمة گلـگامش. إن هذا العمل الشامخ الذي كان الأصل فيه أن يروى شفاهيا قد سجل على الألواح الطينية ربما حوالي 2000 ق م، قبل تسجيل ملحمتي ملحمة الإلياذة والأوديسة. كتابة. إن ملحمة كلكامش قصيدة طويلة تصف اعمال يطل يبحث عن هويته وعن معنى الحياة. إن ﮜلـﮝامش، البطل الذي صور إلاها جزءا وإنسانا جزءا آخر يتعامل مع مواضيع كونية مثل معنى الصداقة، والخوف من المرض، ومن الموت، وفي قوة الشر، وفي البحث عن الخلود.
الرابط الاتي يستعرض بشكل مبسط بعضا من تفاصيل الملحمة

 






ملحمة كلكامش ( هو الذي رأى ) - اوديسة العراق الخالدة , ترجمة  دكتور طه باقر


الاينوما ايليش ( حينما في الاعالي ) : اسطورة الخلق البابلية 
الالواح السبعة
في هذه الملحمة (حينما في الاعالي) ثمة دلالات ثقافية وفكرية قاطعة حول انساق المعتقدات، خرافات وأساطير، التي كانت تتملك اذهان البابليين في تلك الأثناء البعيدة. نستنتج ان فكرة الخليقة، كوناً وانساناً، كانت تهيمن على عقولهم وتحثهم على استشراف ما يجعل حياتهم على الارض رهناً بنظام ما يدخل الطمأنينة الى قلوبهم ويبدد قلقهم ويقلص مساحة الحيرة التي كانت تشد على اعصابهم. تروي الملحمة، في هذا المجال، وفقاً للألواح السبعة المكتشفة، ان الشخصية الرئيسية فيها، ويدعى "مردوك" تمكن من القضاء على منافسته الأخطر وتدعى "تئامت" وبدد شمل زمرتها وأوقعهم في الاسر. وشطر جسدها نصفين خلق منهما، كما تنص على ذلك الالواح السبعة، السماء والأرض، ثم خلق الانسان من دم احد الالهة. يلاحظ، في هذا السياق، ان الانسان، كما جاء في هذه الاسطورة، خلق من دم اله ممزوجاً بالطين، ويشير هذا الامر الى عنصرين اثنين يشتركان في تكوين الانسان: احدهما الهي خالد، والثاني من طين فان، وظيفة العنصر الالهي ان يجعل الانسان يشاطر الالهة في الفهم كما يعبر حكيم بابل في زمن الاسكندر، بيروسس ووظيفة العنصر الطيني، كما يرد في هذه الخرافة، ان يحرم الانسان من الخلود لان الالهة استأثرت وحدها بالحياة، كما جاء في ملحمة "جلجامش". وجاء في الألواح السبعة، انه لو خلق الانسان من دم الالهة فقط، لشاطرها الخلود والفهم في آن معاً، لكن الالهة ارادت ان يكون الموت من نصيب البشر.
يرى المؤلف ان الطبيعة السردية لهذه النصوص التي تقوم على البناء الاسطوري والمعتقدات الخرافية، حالت دون النظر العميق في حكمة بابل الدفينة فيها. هكذا قارب المستشرقون الذين فكوا رموز اللغات الشرقية القديمة، ثقافات سومر وبابل وأشور باعتبارها ما قبل الفلسفة وما قبل العلم. وفي الحقيقة فان حكمة بابل كانت مغلفة بلغة اسطورية او سردية. وكان اي حكيم شرقي يدرك بأن هذه اللغة
الخرافية ليست سوى غلاف خارجي لايصال رسالة ضمنية. ويضيف المؤلف، ان الدليل على ذلك هو ان حكيم بابل (بيروسس) عندما احتك باليونانيين، واراد شرح فكرة الخليقة البابلية لهم، ميز تمييزاً جلياً بين المحتوى الواقعي للأساطير والغلاف السردي لها. فأشار الى ان الصراع بين بطلي الملحمة "مردوك" و "تئامت" لم يكن سوى وصف أمثولي لعناصر الطبيعة.في اي حال، تكمن اهمية هذه الملحمة في انها انفردت باثارة الاهتمام من بين جميع النقوش السامية التي كتبت بالخط المسماري. وتستمد اسمها (حينما في الأعالي) من الكلمات الافتتاحية التي تستهل بها هذه القصيدة الطويلة التي يزيد عدد اسطرها قليلاً على الألف. وبصرف النصر عن الاعتبارات اللغوية، فان هذا الانتشار الواسع الذي حظيت به هذه الملحمة بالتحديد، انما يعزى في جزء منه الى أهميتها الاستثنائية في دراسة وجهات نظر العراقيين القدماء عن اصول الالهة التي كانت سائدة في زمنهم، اضافة الى خلق العالم، كما انها تشكل ميداناً واسعاً لا غنى عنه في القاء اضواء ساطعة ونادرة ايضاً على الخرافات والاساطير التي هيمنت على النشاط الفكري في العالم القديم قبل ظهور الأديان السماوية، ومع ذلك، يستخدم المؤلف هذه الملحمة ـ القصيدة، لقراءة ما يعتبره اوجه شبه بينها وبين "سفر التكوين" في التوراة.

مكتبة نينوى
بدأ اكتشاف ألواح هذه الملحمة على شكل نتف في العام 1848 بين خرائب الملك آشور بانيبال (668 ـ 630 ق.م) حيث كان البناء الذي يضم مكتبة نينوى العظيمة. وقد سبق للمنقبين الالمان ان عثروا على عدد من الكسر لنسخة آشورية من هذه الملحمة البابلية في الفترة الممتدة بين 1902 و1914. وقد اختلفت هذه عن الألواح المشار اليها في انها تضع اسم آشور، ملك الالهة الاشورية موضع "مردوك" ملك الالهة البابلية. وفي العام1928 عثر العلماء الالمان على كسرة بابلية حديثة من اللوح السابع. وكان المدعو جورج سميث اول من نشر نبذة عن الملحمة وذلك في العام 1975 وهو لا يزال موظفاً في المتحف البريطاني. أرسل مقالته الى صحيفة "الدايلي التلغراف" البريطانية، ثم اتبعها بكتاب من تأليفه بعنوان "قصة الخلق الكلدانية"، تضمن ترجمة ومناقشة لجميع القطع التي جرى التأكد من هويتها. وبدت محتويات هذا مهشمة جداً، لكن تشابه مضمونها مع الفصول الأولى من "العهد القديم" كان واضحاً لا لبس فيه، بحيث انهال عدد كبير من العلماء والبحاثة على دراستها واستخلاص المقارنات التاريخية والثقافية.يتفق العلماء المعنيون بدراسة حضارات بلاد ما بين النهرين على ان هذه الملحمة هي المصدر الرئيسي لمعرفتنا بالكونيات العراقية القديمة. وبينما تهتم اساطير الخلق الاخرى بجوانب محددة من الكون، فإن هذه الملحمة توفر لنا نبذة ذات دلالة عن أصل العالم ككل وطريقة تنظيمه وفقاً للخرافة البابلية. ومع ذلك، يلحظ المؤلف ان هذه الملحمة ـ القصيدة لا يمكن اعتبارها، بالدرجة الأولى، قصة خليقة على الاطلاق. بدليل اننا لو جمعنا كل الابيات الشعرية المعنية بهذه القضية بالتحديد، بما فيها تلك التي تشير إلى أصل الآلهة، فإنها لا تكاد تغطي ما يعادل لوحين من الألواح السبعة بقدر ما تنصرف إلى تمجيد الاله "مردوك". ويرى المؤلف ان الهدف من تمجيد هذا الاله في الاسطورة هو التغني بمدائح بابل من قبل الكهنة الذين كتبوا هذه الملحمة لتعزيز سيادة بابل على سائر بقاع الأرض.
تاريخ القصيدة
لا يمكن الجزم حتى اليوم بتاريخ تأليف هذه القصيدة في صيغتها السامية الماثلة أمامنا. فالألواح والكسر التي عُثر عليها في مكتبة "آشور بانيبال" في نينوى، تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد. اما تلك التي عثر عليها في مدينة آشور ترجع إلى القرن العاشر قبل الميلاد على وجه التقريب. على حين أن الألواح التي عثر عليها في أمكنة اخرى من العراق، فإنها تُعزى إلى القرن السادس قبل الميلاد وما بعده. غير ان الثابت في هذا الإطار هو أن جميع هذه الألواح منسوخة عن ألواح أقدم. لذلك ينبغي، على الأرجح، ارجاع تاريخ هذه الملحمة إلى أبعد من تاريخ أقدم النسخ الموجودة، أي إلى ما قبل القرن العاشر قبل الميلاد. كان المقصود، على الأرجح، ان تُلقى هذه الملحمة ـ القصيدة إلقاء، أو تُنشد انشاداً. ولذلك فقد صيغت شعراً باعتبار ان الشعر أكثر الأساليب اغراء وتأثيراً في عقول الناس، من جهة، وفي التعبير عن هذا الغرض من جهة ثانية.ويخلو الشعر البابلي من القافية، غير انه لا يفتقر أبداً إلى الايقاع والوزن. واستناداً إلى قوانين الشعر البابلي، تقع الابيات في مزدوجات أو ثنائيات. وكثيراً ما تتحدّد هذه الأخيرة لتشكل رباعيات، أو مقطعاً من أربعة ابيات. فأبيات اللوح الأولى من هذه الملحمة القصيدة جاءت على الشكل التالي:
لقد آلمني مسلكهم،
لا أستطيع الهدوء نهاراً، ولا أستطيع الهجوع ليلاً،
سأدمرهم، وأضع حداً لمسلكهم،

حتى يعمّ الصمت، فننام حينئذ!
تلحظ كذلك في هذه الملحمة ان كل بيتين أو سطرين يقعان في شطرين تفصل بينهما وقفة واضحة المعالم. وكل شطر من شطري البيت يمكن ان ينقسم أيضاً إلى جزءين، ينطوي كل منهما، على نحو من قاعدة ثابتة، على كلمة أو عبارة واحدة.
يشير المؤلف إلى ان البابليين دأبوا على إنشاد هذه الملحمة في نهاية اليوم الرابع من الاحتفال بالسنة الجديدة في بابل. ومن المتعارف عليه ان هذا المهرجان الجماعي كان يبدأ في اليوم الأول من نيسان ـ ابريل ويستمر حتى الحادي عشر منه. وثمة دراسات تشير إلى احتمال تأدية هذه القصيدة تمثيلاً. ويبدو أن الهدف الرئيسي من إنشاد هذه الملحمة أو تمثيلها، هو طرد الشر والشريرين من بابل، أو انه كان يتم اللجوء إلى هذه الصيغة لحماية بابل من الغرق نتيجة لارتفاع منسوب مياه دجلة والفرات بعد ذوبان الثلوج في جبال ارمينيا وكردستان. وفي أي حال، يضيء هذا الكتاب، في ترجمته العربية على الأقل، ميداناً واسعاً وخطيراً تحتاج إليه المكتبة العربية في مجال المقارنة الفكرية والثقافية بين الحضارات القديمة
 

اسطورة انمركار  :



"كان فم الرسول كبيرا, فلم يستطع ان يكرر الرسالة, فقام سيد كولاب بتسوية بعض الطين,ووضع عليه الكلمات كما ترسم على قرص, وقبل ذلك الوقت لم تكن توجد كلمات منقوشة على الطين ابدا. "                                                                                                                    عن انمركار وسيد اراتا بحدود 2000 ق.م

تعد اسطورة انمركار من اقدم الاساطير التي عرفت حتى الآن وانها اول نوع من انواع الشعر السياسي الذي يضم اول اشارة للمفاوضات الدبلوماسية وفض المنازعات بالطرق السلمية بين الاقطار المجاورة للعراق، مؤلفة بالشعر وباللغة السومرية، مدونة بالخط المسماري على عشرين كسرة من الطين، عدد ابياتها (637) بيتاً محفوظة الآن في المتحف الوطني باسطنبول.عثر عليها في خرائب (نفر) في قضاء عفك قرب الديوانية جنوب العراق- عند اواخر القرن التاسع عشر للميلاد، وعلى ما يظهر من اسلوبها انها تعود إلى ما بعد العصور –Early Post Sumerian Period- السومرية الاولى حكايتها تدور بين بطلين احدهما يسكن اورك- الوركاء- احدى مدن السومريين بالقرب من السماوة واسمه (انمركار) والاخر مجهول الاسم- مع الاسف الشديد- يسكن جنوب ايران في ولاية (ارتا) ولربما مقاطعة لورستان الحديثة وعلى ما يظهر ان بداية الملحمة مفقودة وقد انخرمت سطور الكتابة من الكسر الاخرى نتيجة للعوارض الطبيعية في الارض وما اصاب المكان الذي وجدت فيه من خراب، الا ان الملحمة وتكرار المقاطع على العادة في تأليف الشعر ونظمه، مكنتنا من فهم سياق القصة والتقريب بين اجزائها المفقودة.
**
فكرة الاسطورة:-تبدأ الاسطور بأبراز عظمة مدينة "اورك" وانها الموطن المقدس للالهة (ايننا) او (عشتار) ربة الحب والحرب والجمال وام قدماء العراقيين- وسيطرتها السياسية وتحكمها في الارض وتفوقها على البلدان المجاورة منها مقاطعة (ارتا) في جنوب ايران وان بطلها (انمركار) ابن (اوتو) اله الشمس الذي اراد بمشيئة اخته (انننا) ان يأمر اهل ارتا بتقديم الذهب والفضة واحجار الزورد لبناء معبد (آبسو) في مدينة (اريدو) جنوب العراق وقد ارشدته بأن يختار رسولا ينوب عنه ليفاوض حاكم (ارتا) بالطرق السلمية لتنفيذ ارداته. وعلى الرسول ان يكون قويا شديد البأس يتحمل مشاق السفر ويتمكن من عبور جبال (انشان) المتاخمة (لاروك) وانها على يقين ان اهل (ارتا) سيلبون الطلب. فعل (انمركار) ذلك وانتخب رسوله، وقبل ان يسافر زوده برسالة يهدد بها ولاية (ارتا) وانه سيجعلها موحشة اذا لم ينصع حاكمها لمشيئته ويقدم الذهب والفضة والبرنز لبناء المعبد المقدس وعلى الرسول ان يردد تعويذة (انكى). في الشدائد ويخبره ان (انكى) اله المياه والامطار والزوابع وضع السلطة في يده وان الذهب والفضة ومسالك الارض هي للاله (انليل) اله الهواء. مضى الرسول من اروك حتى وصل ولاية ارتا بعد رحلة شاقة عبر فيها سبعة جبال وهناك سلم رسالة سيدة إلى حاكمها فكان نصيبها الرد لان الالهة الام انننا لم تكن ملكة لـ -اى- -أنا- في اروك وهي التي وعدت اخيها انمر كار بان ارتا ستخضع اليه وتقدم ما يريد قفل الرسول راجعا إلى اروك واخبر سيده انمركار فثار وارعد وهدد بالحرب والخراب على ما يظهر من صلب النص ان ولاية ارتا تشكو ندرة الطعام وان حاكمها اراد كمية من الحنطة بدل الذهب والفضة وان ارتا ستكون خاضعة لامره. ولكن انننا تعرف ذلك ولم تعترف لاخيها بالامر الواقع. وقامت المفاوضات على قدم وساق.وذات مرة عاد الرسول إلى اروك كعادته وسلم الرد إلى سيده في بلاطه المحتشد وقبل ان يفضه صلى وقام ببعض الطقوس الدينية وبمساعدة الهة الحكمة السومرية (نيدابا) اخبر مستشاريه بان حاكم ارتا يريد الحنطة بدل الذهب والفضة فوافق رجاله وقرروا ارسال الحنطة إلى ارتا وان انمر كار سيرسل ايضا صولجانه وعصى السلطة بعد ان يقدم الذهب والفضة والعقيق وحجر اللازورد. مضى الرسول هذه المرة من اروك ومعه شحنة الحنطة فاستقبله سكان ارتا بكل فرح وبكل سرور واخبروه انهم على استعداد لتقديم الذهب والفضة والعقيق وحجر اللازورد لبناء المعبد المقدس. الا ان حاكم ارتا استشاط غيظا لان صولجانه لم يصل إليه وانه لا يريد ان يكون خاضعا الخضوع التام لاروك قفل الرسول بسرعة إلى بلاده واخبر سيده انمركار بالامر فغضب وتشاءم وقرر الذهاب إلى غابة (شوسيما) التي تجلب (الضوء والظل) والتي يأتي منها الظل والضياء طلبا للنجدة. وبعد عشر سنوات على هذه المفاوضات ارسل انمر كار رسوله الرابع فكان الفشل نصيبه لتعنت الجانبين وذات مرة وضع انمركار الصولجان في يده وتأهب للحرب ليقيم في ارتا.الا انه رجع إلى (شتامو) حيث وضح الامر وذكر ارتا يطلب فيه النزال والصراع معه او مع احد من رجاله الخمسين، فتساءل حاكم ارتا، ما نوع هذا الرجل المنتخب للنزال؟ اسود ام ابيض ام اسمر ام اصفر ام مرقط، او كل رجاله يظهرون مرة واحدة؟ عليه ان يفكر قليلا عندما يتكلم الا ان انمركار ارسل رسوله هذه المرة إلى حاكم ارتا وبيده هذه الشروط.
*
يأمر انمركار حاكم ارتا للنزال وعليه ان يرسل احد محاربيه في ارتا. يطلب انمركار من حاكم ارتا ان يعد له الذهب والفضة وقطع الحجارة إلى الالهة انننا في اروك.
*
وسيهدد ويدمر ارتا اذا لم يعد حاكمها حجر الجبل ويبني ويزين معبد آبسو في اريدو. وقد دونها على رقيم طيني لان الرسول سيجد صعوبة في ترديدها.اخذها الرسول ومضى بها إلى ارتا.. ولكن على حين غفلة ان الالهة السومرية (اشكور) آلهة المطر والزوابع جلبت لارتا بقولا وحنطة ففرح حاكم ارتا ورد الرسالة بكل شجاعة وامر الرسول المفاوض ان يرجع إلى اروك ويخبر سيده بذلك. وهنا يتكسر النص ومن الصعوبة متابعة القصة. ولكن بعض الاشارات تخبرنا بان الالهة انننا قد احدثت الطوفان في ولاية ارتا فدمرها واحل بها الخراب. وان البطل انمركار لبس الخوذة وتحلى بجلد اسد والتف حوله ستة من اصحابه ولربما (تموز) والى هنا تنتهي الملحمة لان بقية السطور محطمة كثيرا ما يعتريها الغموض.
**
بعض الاستنتاجات:-يستنتج من هذه الاسطورة ان المدن السومرية كانت في هذا الدور خاضعة لحكم الابطال الذين عاشوا في القرن الاول للالف الثالث قبل الميلاد كما عاش (جلجامش) و(لوكال بدا) وان هؤلاء الابطال قد ادانوا عواطفهم للشعراء والمنشدين ليدونوا اعمالهم بشكل قصص واساطير.. ويحتمل عندنا ان يكون البطل هذا هو الشاعر او الناظم نفسه. يظهر ان مدينة اروك السومرية لها السيطرة العليا في جنوب العراق وانها في رخاء تام ولا ينقصها الا الذهب والفضة والحجارة النادرة. ان ارتا من الناحية الجغرافية تحدها سلسلة من الجبال وانها تقع في الطريق المؤدي إلى مدينة انشان إلى الجنوب الشرقي من ايران.
*
يحكم ارتا (بطل) او ملك الرئيس الاعلى في الولاية ويحتمل ان تكون هذه اول اشارة للحكم الملكي في جنوب ايران.
*
يظهر ان ملوك سومر كانوا يستوردون الذهب الخام والفضة والحجارة النادرة من ايران علاوة على استيراده من شبه جزيرة العرب ايضا نظرا لتوفر المادة في تلك البقاع

منقول http://www.abualsoof.com/

الموسيقى السومرية وادواتها


                  الموسيقى السومرية وادواتها

 

عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp
قبل أكثر من 4000 سنة كتبت أول أغنية معروفة في مدينة أور بالخط المسماري. واكتشفت كلماتها من قبل البروفيسورة آن درافكورن كيلمر (جامعة كاليفورنيا في بيركلي) وظهرت أنها تتألف من نوطات بالأثلاث، مثل ﮜيمل القديمة، وأنها كتبت باستعمال النوطات الفيثاغورية بالمقياس ثنائي النغمة.
كانت حضارات ما بين النهرين أول من طور نظام الكتابة، وأقدمها الكتابة السومرية التي يعود تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد.

وتكشف المصادر المكتوبة بالخط المسماري نظاما حسن الترتيب من السلالم الموسيقية ثنائية النغمة الذي يعتمد على دوزنة الآلات الوترية بتتابع الأرباع و الأخماس. ولا نعلم فيما إذا كان ذلك يعكس كل الأشكال الموسيقية المعروفة. وإلى جانب الأوتار المزدوجة النغمات بالأرباع والأخماس، فقد كان للأثلاث (والأسداس)  دور في العزف.
 
شملت الأدوات الموسيقية القديمة في بلاد ما بين النهرين آلات القيثارة بنوعيها harp & lyre     وألأنابيب القصبية والطبول.  وتحتفظ آلة القيثارة المعاصرة في أفريقيا الشرقية وآلة العود في غرب أفريقيا بسمات عديدة من الآلات الموسيقية من بلاد ما بين النهرين. (راجع: فان در ميروة 1989 ص10).

كانت أصوات النغمات شبيهة بالصوت  الحاد الأغن لآلة القصب ضيقة التجاويف؛ وربما شاركت الأساليب الآسيوية الحديثة بما فيها من تنويعات في التدرج الهارموني والانسيابات النغمية. وكان المعنون ربما عبروا عن انفعالات عميقة وشديدة كما لو أنهم كانوا يستمعون لأنفسهم، كما يظهر من عادة وضع كف اليد على الأذن، والذي ما يزال عادة شائعة في الكثير من الغناء والموسيقى الشعبية العربية.

وكان ليونارد وولي هو الذي قاد الفريق الذي اكتشف الآلات الموسيقية  ضمن حملته في حقريات المقبرة الملكية في أور، من سنة 1929 حتى سنة 1934. وقد احتفظ ببقايا هذه الآلات الموسيقية ووزعت بين المتاحف التي شاركت في الحفريات.

إن قيثارة أور الذهبية، أو قيثارة الثور، هي أبدع قيثارة، وقد أعطيت إلى المتحف الوطني العراقي في بغداد. وقد أصاب بعض التلف هيكلها الخشبي بسبب انغمارها بالماء أثناء حرب العراق الثانية. وبعرض نموذج لها كجزء من أوركسترا جوالة.

أما قيثارة الملكة وعمرها 5000 سنة تقريبا فهي واحدة من قيثارتين اكتشفهما في قبر الملكة پو آبي التي ماتت حوالي سنة 2600 ق م. وهذه القيثارة محفوظة في المتحف البريطاني.

وهناك قيثارة فضية على شكل زورق وأخرى برأس ثور مصنوعة من صفائح الذهب و لحية   من أحجار كريمة lapis-lazuli  ويحتفظ بها في متحف الآثار في جامعة بنسيلفانيا.

نابنيتو  "مخلوق"
هذا عنوان عمل موسوعي من الفترة البابلية القديمة (حوالي 1800 ق م) والتي تحوي مجموعة من اللوحات. وإحداها برقم XXXII  (وغالبا ما يشار إليها برقم (U3011 ) وهي نصوص سومرية أكدية من أور، وأهميتها أنها إحدى أقدم الأمثلة المحفوظة والمسجلة من النوتات الموسيقية. ومع أن هذه اللوحة غامضة ذات ألغاز، فإن تحليل نصوص موسيقية بابلية أخرى يبين بأنها تصف الأوتار التسعة لآلة موسيقية غير معروفة والفترات بين الأوتار. وهذه الأوتار التسعة، وقد رقمت تناظريا بالأرقام 123454321  قد قدمت بعمودين متوزيين أحدهما بالسومرية والآخر بالأكدية. ويحتفظ باللوحة XXXII ضمن مجموعة المتحف البريطاني.

مشروع قيثارة اور التضامني:

Project Lyre of UR :
 Kindly visit :
www.lyre-of-ur.com

http://www.youtube.com/watch?v=TSWEeBGhz4M&feature=related


المطربة السومرية اور نانشة واول المغنين في التاريخ
من خلال ما أورده مؤرخو وباحثو التاريخ القديم ، لم يكن بمقدورنا معرفة الغناء في الحقبة التي سبقت السومريين،وسبقت ظهور الكتابة ، لكن عند ما ظهرت الكتابة (3500ق.م) في شكلها الصوري، حيث حل السومريون هذا الأشكال برسم الصورة التي تد ل على صفاتها وأفعالها او ذاتها، وهي العلا مة المرئية والمميزة التي توضح قراءتها وتورد المعنى المراد (( ومن خلال تحليل العلامة القائمة بين كلمة مغني وبين نوعية الصور المرئية التي دونت بها كلمة مغني والرجوع معها الى أقدم أشكالها الأولى، تبين بأن العلامة المسمارية التي تلفظ نار( nar ) وتعني مغني تمثل في الأصل رأس ابن آوى - (( الدكتور فوزي رشيد- الغناء العراقي القديم )) ومن السير بهذا بمعنى هذا التحليل والوصول الى هذه الصلة، نجد صوت ابن آوى من الأصوات التي تثير الحزن والشجن في النفس البشرية، لذلك كانت صفات الألحان السومرية هي ألحان حزينة.
ومن هذا نجد أن الألحان السومرية قسمت الى ألحان حزينة وألحان مفرحة ، فالمغني (كالا ) متخصص بالأناشيد والتراتيل الحزينة (ونار) متخصص بإنشاد الألحان المفرحة وخاصة أغاني ( الزواج المقدس) وقد اخذت الألحان الحزينة عند النساء طابع الحزن من خلال المراثي التي يقمن بها لأهل الموتى والمناسبات الحزينة وهذه المراسيم تشبه مراسيم العدادات عندنا الآن . ولايمكن أن تخلوا الحياة السومرية من فترات فرح مبهجة جميلة سواءً كانت خاصة او عامة ، بدءاً من مناسبة ( ا لزواج المقدس ) الذي يتم بين الملك وبين الكاهنة العظمى ، وفى يوم زفافها تقدم الى عريسها أغنية مفرحة ومبهجة وهي تمثل الهة ( الخصب ) وقد أورد الباحث صموئيل كريم أول أغنية في الحب تدور حول عروس مبتهجة وملك اسمه (شو- سين ) في بلاد سومر قبل ( 4000عام ) وهو رابع ملوك السلالة الثالثة في اور.
وهذا جزء من الأغنية:-
((أيها العريس الحبيب الى قلبي ،
((جمالك باهر، حلو ، كالشهد ،
(( أيها ا لأسد ا لحبيب الى قلبي،
((جمالك باهر، حلو، كالشهد ،
(( لقدا سرت قلبي فدعتي أقف بحضرتك وأنا خائفة مرتعشة ،
(( أيها العريس سيأخذونني إليك الى غرفة النوم ،
(( لقد أسرت قلبي ، فدعتي أقف بحضرتك ، وأنا خائفة مرتعشة ((ايهاالأسد ستأخذ بي الى غرفة نومك 0
(( أيها العريس دعتي أدللك ،
(( فأن تدليلي أطعم وأشهى من الشهد ،
((وفي حجرة النوم الملأ بالشهد ،
(( ذعنا نستمتع بجمالك الفاتن ،
(( أيها الأسد، دعتي أدللك ،
فأن تدليلي أطعم وأشهى من الشهد ))
ولكن هذه الألحان لاتخلو من مسحة الحزن التي تتصف بها أغانينا في المنطقة الجنوبية وقد ترافقها الموسيقى، وهناك فرق موسيقية. وغنائية تابعة الى المعبد وتستخدم في احتفالات القصر، وهي تسير في نظام دقيق وحرفة موسيقية متقنة
ويقول كبيرا :- (( إن مزموراً من المزامير ينشد في بعض المقاطع بنغم موسيقي ثم يهبط نغمه الى نغمة تسير على وتيرة واحدة من الابتهالات اواغنية تنشد في تمجيد اله فتعدد اعماله ثم تمتزج بالأساطير والقصص عن خلق العالم وتكوينه، او ان أسطورة قديمة تصبح بعد تغييرات طفيفة مديحاً وتمجيداً لملك محلي فتظهر وكأنها ابتكاراً جديداً وكثيراً ما يكون عندما يقرأ مزموراً معيناً يعرّفه بنغمات بقية المزامير الأخرى ( كتبوا على الطين –ادوارد كبيرا –ترجمة د-محمود حسين الأمين ص130))
وكلمة نار وكالا تعني مغني كما أسلفنا وكذلك تعني اسم مغنية وعازف وعازفة والمغني بطبيعة الحال عازف يحسن العزف على آلته وخير مثال الملك شو لكي الذي شجع الموسيقى والغناء وهو يعزف على ثمان آلات موسيقية ، ونستدل من الأمثال السومرية حول الموسيقى ما يلي :-
((اذا حفظ المغني أغنية واحدة ولكنه يجيد عزفها ،فهو مغني بحق ))
وهذا مثل آخر يؤكد علي نفس الناحية وعلى ضرورة أجادة المغني العزف على الآلة الموسيقية (( المغني ( الموسيقي ) الجيد هو الذي يعرف كيف يوزن آلته ويدعها ترن عاليًاً، وماعدا ذلك فهو مغني(موسيقي) فاشل)) ( د-فوزي رشيد – الغناء العراقي القديم—آفاق عربية—العدد3تشرين الثاني1977 — ص84)
وهناك نوع من المغنين لايجيدون العزف على أللآلة الموسيقية ، ويعملون كمغنين ومنشدين وهم أحرار في التجوال بين المدن والقرى والأرياف وينشدون الأغاني ولاينكر ان هناك قسم منهم عازف ومغني في نفس الوقت ، وهؤلاء يطلق عليهم( زاميرو ) ( zommeru ) في اللغة الأكدية (وايشتالو) في اللغة السومرية estato  واول ظهور لهم في مدينة ماري على الفرات قرب ال أبو كمال.
والمغنية الشهيرة التي نالت شهرة واسعة هي من هذا النوع من المغنين والمغنيات ، لكنها تجيد العزف على الآلة الموسقية بدليل وجود تمثال لها وهي تعزف وكذلك تجيد الرقص مع الغناء وخاصة في القصور الملكية والحفلات ذات المستوى العالي
إن تمثال هذه ألمغنيه ذو أهمية كبيرة ،فهو يشترك مع تمثال ،أبيه – أيل في أسلوبه النحتي ،هذا الأسلوب السائد في عصر مسيلم
لكن التمثالين يتحرران مما يتسم به هذا الأسلوب الذي سيطر على فترة الفن (النحت المدور والنحت الناتيء ) لقد أكد لنا تمثا ل المغنية أور- ناتشي هذا التغيير المتحرر في تلك الفترة ، فهومنحوت من الحجر ورعي فيه الدقة وصقل جيد للجسم وسمات العيون الكبيرة المطعمة
(وهذا أسلوب سائد من ذي نشأت النحت السومري )
لكن النعومة في التعامل مع الوجه والأقسام الأخرى المكتنزة باللحم الأنثوي اعطى للوجه رقة . . . والأبتسامة الخفيفة التي تخرج من الشفتين الصغيرتين البارزتين في الوجه المدور والعينين المطمئنتين اللتين تسحبان الجسم والوجه الى لحظة تعبيرية فريدة باتجاه معبودها الوثني وهي جالسة القرفصاء، و تتشا بك ذراعها على صدرها وتقاطع رجليها بحركة طرية لاتولد السأم لدى اورنا نشي العابدة، ولايبتعد هذا التمثال عن تمثال أبيه – أيل .
ولايمكن إعطاء ملاحظات عابرة عن اهمية مدرسة النحت في ماري خلال عصر مسيلم، إلا إذا رجعنا الى المنجز النحتي في كل الأطوار التي ظهرت في الفن السومري ،وخاصة في مناطق ديالى كون هناك تماثيل تأخذ نفس الوضعية في تقاطع الأرجل ، وخاصة في منطقة (اشنونا)
إن تفاصيل هذا التمثال توحي لنا بوضعها الأرستقراطي وتسريحة شعرها المنظم المسدول الى الخلف الواصل الى تكوير عجزها بشكل أكثر استدارة ليظهر الوفرة للحم في هذه المنطقة في الشكل المدور اما الملابس فهي ترتدي سروالاً داخلياً محكم الشد على رجليها لانها كانت تؤدي الرقصات أثناء الغناء، وهذا التمثال وضع في معبد نيتي زازا nini-zaza في ماري مع قطع أخرى لأور- نانشي وهي مصورة على شكل امرأة تعزف قيثارة – الفن العراقي القديم – انطون مرتكات ص 113
ويبقى تمثال أور- نانشي يشغل حيزاً مهماً في الفن السومري في عصر مسيلم ومن إنتاج مدينة ماري التي وجدوا فيها كثرة من التماثيل التي تمثل الحقبة السومرية، وهذه التماثيل تضاف الى قاعدة الفن السومري الثابتة الركائز


منقول عن
http://www.abualsoof.com/

الوعي الديني

الوعي الديني








عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp
 

الى اليمين صورة لتماثيل من  الجبس والصخور الطباشيرية فترة السلالات الأولى - وادي نهر ديالى استكشف من قبل البعثة العراقية التابعة للمعهد الشرقي 1933-1934 تمثل هذه المنحوتات الصخرية شخوصا مفتحة الأعين من الانبهار وأيديهم مجموعة بالتقديس. وقد وضع بعض العابدين هذه التماثيل في معابد ما بين النهرين لتمثل صلاة أبدية لهم أمام الآلهة التي كرست لهذه المعابد. وعندما تم تجديد هذه المعابد فإن هذه التماثيل التي أصابتها الأضرار أو أنها قد أنتهت فترة تكريسها للمعابد فقد تم دفنها بعناية داخل بناية المعابد.
عبد سكان ما بين النهرين المئات من الالهة كان لكل واحدة منها اسمه ومكانته ووظيفته. وكان لكل مدينة الاهها أو آلهتها الخاصة بها؛ كما كان هناك آلهة مختصة بمختلف صنوف الحرف والمهن مثل النساجين والبنائين. غير أن القليل من الآلهة كانوا يتمتعون بالاحترام كآلهة رئيسة تسيطر على الجوانب المهمة من الكون، مثل الشمس والسماء والهواء. كان آنو أبا الآلهة وإلاه السماء وأنليل إلاه الهواء وكان أوتو إلاه الشمس وملك الحقيقة والعدل. وكان نانا إلاه القمر، وإينانا إلاهة الحب والحرب، ونينهورساك إلاهة الأرض وأنكي إلاه الماء إضافة لكونه رب الحكمة. ومع أنهم عبدوا وقدسوا هذه الآلهة الكبيرة إلا أن الكثير من الناس لم يكونوا يشعرون برابطة مع هذه الآلهة البعيدة؛ لأن بسطاء الناس اعتمدوا على العلاقة بآلهتهم الشخصية الخاصة بهم، ووضعهم ملائكة حماة لهم كانوا يحمون الأفراد ويشفعون لهم عند الآلهة الكبيرة
أدناه رابط مفيد يلخص ديانة مابين النهرين وكيف تمت عملية تطوير الوعي الديني الرافدي :


صورة لموقع اثري ( 3500 ق.م ) في تلول حمرين ( تل قبة ) يعتقد انه مركز طواف تعبدي للاله تموز ويلاحظ مقام الاله تموز في الوسط و ممرات من اللبن المصفوف بشكل دائري حوله لطواف المتعبدين.

بيوت الآلهة والأبراج المدرجة (الزقورات)
عُني العراقيون بتشييد المزارات والمعابد الأولي لآلهتهم منذ الألف السادس قبل الميلاد، فقد شيدوا مزاراً للأم الألهة(Mother Goddess) في أسفل طبقة سكنية في تل الصوان. قصده سكنه قرى المنطقة المجاورة في وسط العراق آنذاك حاملين معهم النذور والهدايا لسيدة الأرض وإلهة الخصب والأمومة، كما دفنوا الموتى من صغارهم في رحاب ذلك المزار ليكونوا في حماية الأم الإلهة في رحلتهم إلى عالم ما بعد الموت. وقد شيدوا عددا آخر من المزارات لسيدة الأرض في أبرز مستوطنات العراق الأولي من العصر الحجري الحديث، واهتموا منذ بداية الألف الرابع قبل الميلاد بإقامة معابد تعلو منازل البشر شيدوها على قواعد أو مصاطب من اللبن والطين وبالغوا أحياناً في ارتفاعها وفي عدد طبقاتها حتى غدت في أواخر الألف الثالث وخلال الألفين الثاني والأول قبل الميلاد كالحبال الشاهقات في علوها وفي ضخامة مدرجاتها وسلالمها.
وخير أمثلة على ما تبقى من هذا الطراز الفريد من عمارة العراق القديم هي زقورات آشور ونمرود وعقرقوف وكيش ونفر والوركاء وأور واريدو، وقد أطلق العراقيون على كل من هذه الزقورات اسماً خاصاً بها يرمز إلى السمو والرفعة كما يرمز إلى الصلة الأزلية بين الأرض والسماء. فالجبل أي الزقورة أو البرج المدرج هو في الواقع سلم شاهق يتسلقه الإنسان ليدنو من السماء ما استطاع ليقترب كثيراً من الإله الذي يصبو إليه ويسعى بتقوى وخشوع لتسهيل أمر نزوله إلى حيث البشر.
فزقورة آشور كانت تدعى دار جبل الكون وزقورة بابل تسمى دار أساس السماء والأرض ، كما أطلق اسم دار الأدلة السبعة للسماء والأرض على زقورة بورسيبا وهكذا..ومن الناحية المعمارية كانت بداية الزقورة في أواخر عصر العبيد وأوائل عصر الوركاء(مطلع الألف الرابع قبل الميلاد). وقد كانت بالأصل دكة أو مصطبة أو شرفة مشيدة باللبن ترتفع عن الأرض قليلاً ليقوم فوقها بناء المعبد المخصص لإله المدينة. وقد جاءتنا نماذج أولى من هذه المصاطب من مواقع العقير قرب كيش والوركاء واريدو وتل العبيد وقالنيج اغا في  أربيل.
لقد تأثر بناة المصاطب التي تضم رفاة فراعنة مصر الأوائل في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد بالطراز المعماري العراقي في هذا الباب، كما تأثروا إلى جانب ذلك بعناصر فنية وتقنية عراقية أخرى في النحت البارز وعمل الأواني والجرار من الحجر المرمر والفخار وفي عمل الأختام الأسطوانية وكان ذلك في أواخر عصر نقاده المعاصر في الزمن لأواخر عصر الوركاء في العراق. وقد عرفت مدينة ماري وتل براك في سوريا الزقورة على الطريقة العراقية وشيدها الإيرانيون في موقع جوخة زنبيل وربما في تخت سليمان على الطريقة العراقية أيضاً

منقول عن 

http://www.abualsoof.com/ 

نشوء وتطور الدولاب الفخاري في العراق القديم

نشوء وتطور الدولاب الفخاري في العراق القديم












عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp
 
 
تساءل هنري فرانكفورت في دراسة قيمة بحث فيها أقدم فخاريات الشرق الأدنى القديم عن المواطن الذي نشأ فيه دولاب الفخاري. وهل حدث نشوؤه في موضع واحد ثم انتشر منه إلى بقاع اخرى؟ أم أنه حصل في أماكن مختلفة وفي آن واحد؟
من المتفق عليه الآن أن دولاب الفخاري قد عرف لأول مرة في مكان ما من الشرق الأدنى في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد. ومن الشائع أيضاً أن هذه الإله المهمة في صناعة الفخار وتطوره وانتشاره كانت من مبتكرات عصر الوركاء وهذان الرأيان، وإن كانا لا يخلوان من الحقيقة، إلا أن فيهما شيئاً من الإبهام والتعميم.
إن جميع القرائن المتوفرة في الوقت الحاضر تدل على أن منشأ دولاب الفخاري كانت في بلاد الرافدين. وأن تلك النشأة لم تحدث فجأة في عصر الوركاء كما كان سائداً، بل جاءت بخطوات بطيئة على عدة مراحل، كما هي الحال تماماً في أي ابتكار واختراع آخر قبل أن يصل مرحلة النضج النهائي، اجتازتها تلك الآلة في عصور سبقت عصر الوركاء حيث وضعت أسس الاختراع الأولى التي قادت إلى اكتمال تطورها في مستهل ذلك العصر. تؤكد ذلك شواهد أثرية جاءتنا من مواقع عديدة من بلاد الرافدين. ولعل من المفيد قبل الخوض في هذه الشواهد التعريف بتلك المراحل التي اجتازتها الآلة قبل بلوغها إلى ما صارت عليه في مطلع عصر الوركاء.
المرحلة الأولى:
 وفيها اتخذ الفخاري مسنداً خشبياً قرصي الشكل في الغالب يضع عادة على الأرض والصانع يحركه بحرية إلى جميع الجهات، ومن فوقه كتلة الطين.والمفروض أن الفخاري كان قبل استعماله هذا المسند الخشبي يضع كتلة الطين على الأرض مباشرة ثم يبدأ بعمل الطرف المواجه له .وعند الانتهاء منه ينتقل بجلسته إلى الطرف المعاكس لتشكيل النصف الآخر وهكذا ومن الواضح أن هناك خطراً على الأناء فيما إذا حُرك وهو في حالة رطبة وشديدة الالتصاق بالأرض. وباستخدام القرص الخشبي صار بامكان الفخاري البقاء جالساً في محل واحد وتحريك المسند ومن فوقه الإناء إلى جميع الجهات بدون تعريضه للتشويه.وهذه المرحلة في الواقع لا تختلف كثيراً عن استخدام اليد وليس لها أي نتائج مرئية على شكل الإناء أو مظهره. إلا أنها عدا كونها تسهيلاً لعمل الفخاري نفسه، فأنا تُعد خطوة أولى قادت إلى مراحل عقبتها.ولعل العراقيين القدامى عرفوا استعمال هذا المسند قبل عصر العبيد بزمن طويل. ومن الجدير ذكره في هذا الصدد ان فخاري جزر قبرص وكريت وصقلية ما زالوا يستعملون هذا المسند الخشبي في تشكيل أوانيهم الفخارية حتى اليوم.
المرحلة الثانية:
 في هذه المرحلة ثبت القرص الخشبي على محور (Pivot) مما سهل تدويره بسرعة كما يدور المغزل، مما أدى إلى تمركز كتلة الطين المراد تحويرها إلى إناء، وأصبح الفخار الآن في حاجة إلى مساعدة لتحريك القرص بحيث يتفرغ هو بكلتا يديه للعمل في الأناء.(الآلة تعرف في هذه المرحلة بالدولاب البطيء)(Tournetette)  وقد عُرفت في النصف الثاني من عصر العبيد. فقد جاءتنا من مواقع مختلفة من جنوبي العراق فخاريات من هذه الفترة مصنوعة على هذا الدولاب. ففخاريات عصر العبيد التي كشف عنها في الطبقات الأربع السفلى( من الطبقة 18 إلى نهاية الطبقة 15) في باطن حفرة الجس العميقة في الوركاء قد صنعت بهذا الدولاب. ومن المعتقد أن القسم السمح من هذه الفخاريات هي التي عملت على الدولاب البطيء بينما الفخاريات الأخرى الجيدة الدقيقة الصنع قد عُملت على الدولاب السريع. ولعله من المفيد الإشارة هنا إلى أن هذه الفخاريات قد وجدت جميعاً في طبقات لم تمتد إليها أيدي العابثين. وفي موقع ريدو الشرقيء قرب الوركاء عُثر على نماذج من فخاريات عصر العبيد عملت بواسطة الدولاب البطيء، كما وجد ما يشابهها في موقع حاج محمد في جوار الوركاء أيضاً. وفي موقع تل العبيد نفسه عثر على فخاريات لعلها من عصر العبيد أعتمد في صنعها الدولاب البيطيء، أما فخاريات عصر العبيد في أريدو(أبو شهرين) فليس فيها ما يدل على استعمال الدولاب السريع ولكن هناك أمثلة عديدة في النصف الثاني من ذلك العصر عملت كلها بواسطة الدولاب البطيء. كما أن جميع فخاريات عصر العبيد في موقع العقير صنعت على الدولاب البطيء أيضاً.
وهكذا نجد أن الفخار في عصر العبيد لم يكن كله معمولاً باليد. بل أن الدولاب البطيء(وربما السريع احياناً) قد عُرف واستخدام في أماكن عديدة من جنوبي العراق لعمل أصناف كثيرة من فخاريات النصف الثاني من ذلك العصر.
وإن كانت الشواهد على معرفة تلك الألة غير وفيرة من الشمال في ذلك العصر، إلا أن هناك دليلاً بارزاً يشير إلى استخدام دولاب العربة في تلك المنطقة منذ ذلك الزمن أو قبل ذلك بقليل. فقد جاءنا من الطبقة الثالثة عشرة من موقع تيه كوره أقدم نموذج معروف لدولاب عربة كبيرة الحجم من الطين. كما جاءتنا كسرة فخارية من موقع الاربجية جوار الموصل عليها بالألوان رسم لدولاب عربة من عصر حلف، وإذا ما علمنا بأن دولاب الفخاري هو في الحقيقة تقليد لعمل دولاب العربة تبين لنا بالتالي أن المعرفة بهذه الآلة ليست وليدة عصر الوركاء بل هي من مبتكرات عصر العبيد أو قبله بقليل، وان شمال بلاد الرافدين قد عرفت استخدام هذه الآلة منذ تلك الأزمان أيضاً.
المرحلة الثالثة:
 اكتمل تطور دولاب الفخاري في هذه المرحلة وتحررت يدا العامل نهائياً حيث أخذ يحرك الدولاب بقدمه بدلاً من يده. وصارت هذه الآلة تدعى الآن بالدولاب السريع(Fast-Wheel) وأحياناً بالدولاب الطيار(Fly-Wheel) أو دولاب الفخاري الحقيقي (True Potters wheel) وبهذا نرى أن قدماء العراقيين قد ابتكروا آلتهم هذه وطوروها في النصف الثاني من عصر العبيد حيث تكاملت وظهرت في اوجها في مستهل دور الوركاء حين اخذوا يكثرون من صنع فخارياتهم بواسطتها. وقد أثر استعمال الدولاب السريع في شكل الآنية كثيراً، وهذه ضرورة أملتها طبيعة بناء تلك الأواني على هذه الآلة. وهذا واضح في أشكال فخاريات عصر الوركاء بأنواعها الثلاثة الحمراء والرمادية والأخرى الخالية من الاصباغ، ونشاهد هذا التطور واضحاً في مدينة الوركاء بالذات حيث ينعكس ذلك في طبقاتها غير المشوشة، في حفرة الجس، حين تبدأ فخاريات عصر الوركاء بالظهور في الطبقة الخامسة عشرة ثم تكثر في الطبقة الرابعة عشرة التالية فما فوق. وهذهن الفخاريات كما هو معروف معمولة على الدولاب السريع بينما الأخرى في الطبقات الأسفل والتي هي من عصر العبيد عملت على الدولاب البطيء وهذا كله خليق بأن يجعل من مدينة الوركاء الموطن النموذجي لنشأة دولاب الفخاري وتطوره في عصر العبيد واكتماله في أوائل عصر الوركاء. وبتوصلنا إلى هذه النتيجة يجب أن لا ننسى بأن هناك إلى الشرقي من الوركاء، في بعض مواطن الفخار القديم في إيران، قرائن تضارع في القدم مثيلاتها في العراق.ففي موقع السوس(susse) عثر في أعالي طبقتها الأولى على فخاريات معمولة بالدولاب البطيء، وكذلك في باكون (Bakun).
كما أن فخاريات سيالك في طبقتها الثالثة (Sialk III6- 7) قد عملت أيضاً على هذا الدولاب. وهذه الفخاريات كلها تعود إلى أواخر عصر العبيد ومطلع عصر الوركاء.
ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن هنالك تأثيراً إيرانياً في الأمر، لأن أقدم دولاب عربة كما رأينا قد عرف في العراق، كما أن تأثير فخاريات عصر العبيد العراقية على مثيلاتها الإيرانية لا ينكره باحث، وقد تكون معرفة الإيرانيين بدولاب الفخاري جاءتهم من جنوبي العراق عن طريق السوس ثم إلى غيرها من مواطن الحضارة الإيرانية القديمة في عيلام.

واستنادا إلى المخططات المكتشفة في الألواح الطينية القديمة فإن أول استعمال للعجلة في وسائظ النقل كان في أكثر الاحتمالات في عربات في بلاد ما بين النهرين سنة 3200 ق م.



منقول عن
http://www.abualsoof.com/
.

الري، الزراعة والتدجين


الري، الزراعة والتدجين






عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp


 إناء حجري يصور فلاحا وقطيع أبقار

في فترة السلالات الأولى (2900-2400) ق م تقريبا. تل أغرب، معبد شارة (جرى التنقيب فيه من قبل المعهد الشرقي 1935) هذه قطعة من إناء حجري قديم تصور كثيرا مما كان يظهر من الأعمال الفنية في بلاد ما بين النهرين: بقرتان ترعيان طول النهار صورتا وهما تعودان إلى حضيرة الأبقار ليلا، فتستقبلهما العجول المتلهفة للرضاعة منهما. ويظهر أعلى البقرة الوسطى طائران وقفا ظهرا لظهر، ويظهر عند الحافة اليمنى لهذه القطعة رأس واحد من العجول قادما لتحية أمه.

إن تدجين الحيوانات مثل الأبقار والأغنام، وكذلك تدجين النباتات قد أدى إلى تغيرات دراماتيكية في حياة الناس؛ وكذلك في تاريخ الجنس البشري. وأهم تلك التغيرات كان في الانتقال من أسلوب الحياة البدوية إلى أسلوب الحياة المستقرة. فلأجل رعاية قطعان الحيوانات أصبح الناس بحاجة إلى الحياة في مكان واحد. إن هذا التغير من حياة الصيد وجمع القوت إلى حياة الزراعة وتربية الحيوانات حدث بصورة منعزلة في عدة أماكن من العالم. أما في شمال بلاد ما بين النهرين فقد حدث هذا التطور ما بين 10000 و 6000 سنة ق م. كان هناك ما يكفي من المطر لتنمو المزروعات، وكلك كانت المنطقة موطنا للقمح والشعير وهي النباتات التي تم تدجينها، وكذلك الخراف والأبقار والماعز والخنازير.
وفي سنة 5800 ق م كان هناك أناس يعيشون في السهول الجنوبية لبلاد ما بين النهرين دجلة والفرات. وكانت أراضي هذه المنطقة عالية الخصوبة، غير أن سقوط المطر لم يكن كافيا للزراعة، كما أن النهرين لم يكونا مما يعتمد عليهما، فكانا عرضة للجفاف في حرارة الصيف اللاهبة، فكان الري هو الحل لهذه المشاكل. وبمرور الزمن حفرت القنوات والسواقي عند الحقول الزراعية بالقرب من الأنهار مما جعل الأرض هناك شبكة من القنوات الاصطناعية



منقول عن 
http://www.abualsoof.com/

المحراث







المحراث





عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp

 





 يعد المحراث الباذر الذي اخترعه سكان بلاد ما بين النهرين إنجازا تقنيا كبيرا. فقد أحدث ثورة في الزراعة جمع ما بين عمليتي الحراثة ووضع البذور في الأرض في الوقت نفسه، حيث كانت البذرة توضع في الأخدود الذي يصنعه المحراث.

اعتقد سكان بلاد ما بين النهرين القدامى بأن الإله أنليل هو الذي اخترع هذا المحراث، وبأن من الممكن رؤية صورة المحراث بين النجوم في السماء. في الصورة العليا إلى اليسار تشاهد قطع الآجر ذوات الوردات والتي اكتشفها المعهد الشرقي سنة 1932؛ وكانت تشكل جزءا من زينة واجهة المعبد في موقع خرساباد. وفي الجهة اليسرى إلى الأسفل شكل انطباع فني عن كيف كان يبدو قسم من الواجهة عندما اكتشفه الآثاريون الفرنسيون في منصف القرن التاسع عشر. كانت الوردات تشكل حاشية التصميم الذي كان يضم شجرة التين والمحراث الباذر المصور هنا. اكتشف السكان بأنهم بملاحظة حركات الأجرام السماوية يمكنهم قياس الزمن، والذي كان الدليل في زراعة النباتات، ولإقامة الاحتفالات الدينية. وما تزال ملاحظاتهم الفلكية عونا للعلماء إلى هذا اليوم.



منقول 
عنhttp://www.abualsoof.com/

نشوء المدن، تقنيات البناء والتخطيط العمراني









نشوء المدن، تقنيات البناء والتخطيط العمراني





عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp

عندما نظر البابليون إلى الزمن الماضي لم يروا جنة عدن بل رأوا موقعا قديما يدعى أريدو والتي اعتقدوا بأنها أول المدن التي أنشأت في بلاد ما بين النهرين القديمة حيث ظهرت أولى المدن في الفترة ما بين 3500-4000 ق م. ولا يعرف أحد على وجه التحديد لماذا بدأت الحياة الحضرية في بلاد ما بين النهرين. وربما نشأت المدن الحضرية نتيجة الظروف البيئية هناك. كانت قلة الأمطار السبب الذي دفع الناس إلى التعاون في جهود مشتركة في شق قنوات الري لإرواء الأرض. وربما كان هناك سبب آخر وهو الحاجة لحماية مجتمعهم في تلك السهول المنبسطة فوحدوا جهودهم المشتركة لإيجاد تجمعات محمية بالأسوار. وأيا كان السبب فقد كانت تلك المرة الأولى في التاريخ البشري حيث وحد الناس طاقاتهم نحو إرضاء الحاجة لإيجاد المجتمع المدني.



(منظر لمدينة بابل ، زيت 1936، منقولة عن لوحة  بريشة هربرت آنقر) يلاحظ في هذه الصورة لمدينة بابل أن الفنان قد أعاد تصوير منظر الجانب الشرقي للمدينة كما كان يظن بأنها كانت تبدو أثناء حكم نبوخذ نصّر (604-562 ق م تقريبا). ويشاهد في مقدمة الصورة نهر الفرات الذي كان يمر من وسط المدينة. وإلى جانب النهر تظهر مجموعة المعبد المقدس للإله مردوخ والتي تشمل الزقورة، وهي برج مدور، ربما كان هو السبب في إنشاء الحكاية البابلية المشهورة عن برج بابل. وما وراء المعبد تقع بقية القسم الشرقي من مدينة بابل وأسوارها الدفاعية. وما وراء الأسوار تقع الحقول الزراعية المفتوحة في سهول ما بين النهرين.
كانت مدينة بابل (حوالي 600 ق م) تعد واحدة من عجائب العالم القديم، كان يسكنها حوالي 200 ألف نسمة، وفيها منظومة أسوار دفاعية أحاطت بالمدينة لمسافى 10 أميال. كانت المدن بمثابة مركز الحياة لسكان ما بين النهرين.
 المعبد البيضوي في خفاجة The Temple Oval Khafajah, Iraq بريشة هاملتون دي. داربي، 1934، قلم فحم على ورق (مخطط)
يمثل هذا الرسم تخطيطا فنيا للمعبد البيضوي في خفاجة في العراق كما كان يبدو حوالي سنة 2700 ق م. تم اكتشاف بقايا المعبد والمنطقة السكنية المحيطة به من قبل البعثة العراقية التابعة للمعهد الشرقي بين 1930 و1934. تحيط بالمعبد مساكن بنيت بالآجرالطيني وبطريقة متينة والتي صفت جنب بعضها على امتداد الشوارع الملتوية في المدينة. وقد وفرت الجدران السميكة للبيوت عزلا جيدا ضد عوامل الطقس، كما أن السطوح المستوية أمنت مساحات إضافية للمعيشة. إن أحوال الطقس والمصادر الطبيعية المتيسرة هي التي تحكمت في طراز الأبنية وتقنيات البناء في بلاد ما بين النهرين القديمة. وقد أثرت هذه العوامل ليس فقط على مظاهر الأبنية وكيفية تزييها بل كان لها الأثر في بقائها حية في سجلاتنا الآثارية.


 فن العمارة في مدينة أوروك City of Uruk Architecture وجد في مدينة أوروك أول الهياكل الأساسية في تاريخ فن العمارة. ويمكن تأصيل جذور الكثير من عمارة الشرق الأدنى إلى هذه الأبنية النوعية. ذكرت المعلومات عن أبنية مدينة أوروك في مصدرين: الأول بالألمانية عن طريق البعثة الآثارية الأولى، والثاني عن الترجمة الإنكليزية له. يبدو التخطيط الطبقي للمدينة معقدا، لذا فهناك شكوك في الكثير من تواريخها. وعلى العموم فإن هيكل المدينة يتبع الشكلين الرئيسين من العمارة السومرية، مخطط ثلاثي بثلاث قاعات متوازية، وتصميم بشكل حرف تي T مع ثلاث قاعات أيضا. ويلخص الجدول الآتي فن العمارة البارز في مقاطعتي يانّا وأنو. ويجب الانتباه إلى أن المعبد ن N ، والساحة المخروطية الموزائيكية، والقاعة ذات الأعمدة المدورة كانتا كثيرا ما يشار إليها على أنها تركيب منفرد: المعبد المخروطي الموزائيكي 




منقول عن http://www.abualsoof.com/Cone Mosaic Temple

العمارة واختراع القوس المعماري






العمارة واختراع القوس المعماري







عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp
 

اصل القوس المعماري هو ترميز للقبة السماوية المقوسة كما تخيلها الانسان الرافدي القديم
 

               




ظهرت الأقواس منذ الألف الثاني قبل الميلاد في العمارة الآجرية في بلاد ما بين النهرين.

تم في بلاد ما بين النهرين القديمة ابتداع العمود والقوس في البناء؛ كما أنهم كانوا على معرفة ببناء القباب. كانوا أساتذة في فن البناء باستعمال قطع الآجر المصنوعة من الطين، وهي مادة البناء كثيرة الوفرة لديهم؛ إلا أنها قصيرة العمر. كان عمل الآجر الصناعة الرئيسة في بلاد ما بين النهرين، وبخاصة في الجنوب، حيث

 لم تتوفر الصخور، وكان الخشب شحيحا. وعلى امتداد القرون عملت الأمطار الغزيرة والرمال المتحركة على تدمير الكثير من التراث المعماري لبلاد ما بين النهرين الجنوبية؛ فلم يبق منها سوى آثار تلال من أكوام الطين كدليل على المدن العظيمة التي كانت شامخة يوما ما في صحراء جنوب العراق.



العمارة السومرية
جنوب العراق, كانت البداية الاولى للابداع العراقي الاصيل في بيوت القصب في اهوار في بلاد سومر, انتشار القصب والبردي في محيطهم سهل الكثير , اتاح لهم الاستفادة بشكل خلاق من مواد تنتمي للبيئة المحيطة, فكانت النتيجة عمارة مبدعة اثبتت متانتها على مدى 5000 سنة .

  
الى اليوم لايزال العراقيون من سكان الاهوار يستخدمون ما توارثوه عن اسلافهم السومريين اصحاب اول فينيسا في التاريخ.
منقول عن http://www.abualsoof.com/