الاثنين، 19 أغسطس 2013

الموسيقى السومرية وادواتها


                  الموسيقى السومرية وادواتها

 

عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp
قبل أكثر من 4000 سنة كتبت أول أغنية معروفة في مدينة أور بالخط المسماري. واكتشفت كلماتها من قبل البروفيسورة آن درافكورن كيلمر (جامعة كاليفورنيا في بيركلي) وظهرت أنها تتألف من نوطات بالأثلاث، مثل ﮜيمل القديمة، وأنها كتبت باستعمال النوطات الفيثاغورية بالمقياس ثنائي النغمة.
كانت حضارات ما بين النهرين أول من طور نظام الكتابة، وأقدمها الكتابة السومرية التي يعود تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد.

وتكشف المصادر المكتوبة بالخط المسماري نظاما حسن الترتيب من السلالم الموسيقية ثنائية النغمة الذي يعتمد على دوزنة الآلات الوترية بتتابع الأرباع و الأخماس. ولا نعلم فيما إذا كان ذلك يعكس كل الأشكال الموسيقية المعروفة. وإلى جانب الأوتار المزدوجة النغمات بالأرباع والأخماس، فقد كان للأثلاث (والأسداس)  دور في العزف.
 
شملت الأدوات الموسيقية القديمة في بلاد ما بين النهرين آلات القيثارة بنوعيها harp & lyre     وألأنابيب القصبية والطبول.  وتحتفظ آلة القيثارة المعاصرة في أفريقيا الشرقية وآلة العود في غرب أفريقيا بسمات عديدة من الآلات الموسيقية من بلاد ما بين النهرين. (راجع: فان در ميروة 1989 ص10).

كانت أصوات النغمات شبيهة بالصوت  الحاد الأغن لآلة القصب ضيقة التجاويف؛ وربما شاركت الأساليب الآسيوية الحديثة بما فيها من تنويعات في التدرج الهارموني والانسيابات النغمية. وكان المعنون ربما عبروا عن انفعالات عميقة وشديدة كما لو أنهم كانوا يستمعون لأنفسهم، كما يظهر من عادة وضع كف اليد على الأذن، والذي ما يزال عادة شائعة في الكثير من الغناء والموسيقى الشعبية العربية.

وكان ليونارد وولي هو الذي قاد الفريق الذي اكتشف الآلات الموسيقية  ضمن حملته في حقريات المقبرة الملكية في أور، من سنة 1929 حتى سنة 1934. وقد احتفظ ببقايا هذه الآلات الموسيقية ووزعت بين المتاحف التي شاركت في الحفريات.

إن قيثارة أور الذهبية، أو قيثارة الثور، هي أبدع قيثارة، وقد أعطيت إلى المتحف الوطني العراقي في بغداد. وقد أصاب بعض التلف هيكلها الخشبي بسبب انغمارها بالماء أثناء حرب العراق الثانية. وبعرض نموذج لها كجزء من أوركسترا جوالة.

أما قيثارة الملكة وعمرها 5000 سنة تقريبا فهي واحدة من قيثارتين اكتشفهما في قبر الملكة پو آبي التي ماتت حوالي سنة 2600 ق م. وهذه القيثارة محفوظة في المتحف البريطاني.

وهناك قيثارة فضية على شكل زورق وأخرى برأس ثور مصنوعة من صفائح الذهب و لحية   من أحجار كريمة lapis-lazuli  ويحتفظ بها في متحف الآثار في جامعة بنسيلفانيا.

نابنيتو  "مخلوق"
هذا عنوان عمل موسوعي من الفترة البابلية القديمة (حوالي 1800 ق م) والتي تحوي مجموعة من اللوحات. وإحداها برقم XXXII  (وغالبا ما يشار إليها برقم (U3011 ) وهي نصوص سومرية أكدية من أور، وأهميتها أنها إحدى أقدم الأمثلة المحفوظة والمسجلة من النوتات الموسيقية. ومع أن هذه اللوحة غامضة ذات ألغاز، فإن تحليل نصوص موسيقية بابلية أخرى يبين بأنها تصف الأوتار التسعة لآلة موسيقية غير معروفة والفترات بين الأوتار. وهذه الأوتار التسعة، وقد رقمت تناظريا بالأرقام 123454321  قد قدمت بعمودين متوزيين أحدهما بالسومرية والآخر بالأكدية. ويحتفظ باللوحة XXXII ضمن مجموعة المتحف البريطاني.

مشروع قيثارة اور التضامني:

Project Lyre of UR :
 Kindly visit :
www.lyre-of-ur.com

http://www.youtube.com/watch?v=TSWEeBGhz4M&feature=related


المطربة السومرية اور نانشة واول المغنين في التاريخ
من خلال ما أورده مؤرخو وباحثو التاريخ القديم ، لم يكن بمقدورنا معرفة الغناء في الحقبة التي سبقت السومريين،وسبقت ظهور الكتابة ، لكن عند ما ظهرت الكتابة (3500ق.م) في شكلها الصوري، حيث حل السومريون هذا الأشكال برسم الصورة التي تد ل على صفاتها وأفعالها او ذاتها، وهي العلا مة المرئية والمميزة التي توضح قراءتها وتورد المعنى المراد (( ومن خلال تحليل العلامة القائمة بين كلمة مغني وبين نوعية الصور المرئية التي دونت بها كلمة مغني والرجوع معها الى أقدم أشكالها الأولى، تبين بأن العلامة المسمارية التي تلفظ نار( nar ) وتعني مغني تمثل في الأصل رأس ابن آوى - (( الدكتور فوزي رشيد- الغناء العراقي القديم )) ومن السير بهذا بمعنى هذا التحليل والوصول الى هذه الصلة، نجد صوت ابن آوى من الأصوات التي تثير الحزن والشجن في النفس البشرية، لذلك كانت صفات الألحان السومرية هي ألحان حزينة.
ومن هذا نجد أن الألحان السومرية قسمت الى ألحان حزينة وألحان مفرحة ، فالمغني (كالا ) متخصص بالأناشيد والتراتيل الحزينة (ونار) متخصص بإنشاد الألحان المفرحة وخاصة أغاني ( الزواج المقدس) وقد اخذت الألحان الحزينة عند النساء طابع الحزن من خلال المراثي التي يقمن بها لأهل الموتى والمناسبات الحزينة وهذه المراسيم تشبه مراسيم العدادات عندنا الآن . ولايمكن أن تخلوا الحياة السومرية من فترات فرح مبهجة جميلة سواءً كانت خاصة او عامة ، بدءاً من مناسبة ( ا لزواج المقدس ) الذي يتم بين الملك وبين الكاهنة العظمى ، وفى يوم زفافها تقدم الى عريسها أغنية مفرحة ومبهجة وهي تمثل الهة ( الخصب ) وقد أورد الباحث صموئيل كريم أول أغنية في الحب تدور حول عروس مبتهجة وملك اسمه (شو- سين ) في بلاد سومر قبل ( 4000عام ) وهو رابع ملوك السلالة الثالثة في اور.
وهذا جزء من الأغنية:-
((أيها العريس الحبيب الى قلبي ،
((جمالك باهر، حلو ، كالشهد ،
(( أيها ا لأسد ا لحبيب الى قلبي،
((جمالك باهر، حلو، كالشهد ،
(( لقدا سرت قلبي فدعتي أقف بحضرتك وأنا خائفة مرتعشة ،
(( أيها العريس سيأخذونني إليك الى غرفة النوم ،
(( لقد أسرت قلبي ، فدعتي أقف بحضرتك ، وأنا خائفة مرتعشة ((ايهاالأسد ستأخذ بي الى غرفة نومك 0
(( أيها العريس دعتي أدللك ،
(( فأن تدليلي أطعم وأشهى من الشهد ،
((وفي حجرة النوم الملأ بالشهد ،
(( ذعنا نستمتع بجمالك الفاتن ،
(( أيها الأسد، دعتي أدللك ،
فأن تدليلي أطعم وأشهى من الشهد ))
ولكن هذه الألحان لاتخلو من مسحة الحزن التي تتصف بها أغانينا في المنطقة الجنوبية وقد ترافقها الموسيقى، وهناك فرق موسيقية. وغنائية تابعة الى المعبد وتستخدم في احتفالات القصر، وهي تسير في نظام دقيق وحرفة موسيقية متقنة
ويقول كبيرا :- (( إن مزموراً من المزامير ينشد في بعض المقاطع بنغم موسيقي ثم يهبط نغمه الى نغمة تسير على وتيرة واحدة من الابتهالات اواغنية تنشد في تمجيد اله فتعدد اعماله ثم تمتزج بالأساطير والقصص عن خلق العالم وتكوينه، او ان أسطورة قديمة تصبح بعد تغييرات طفيفة مديحاً وتمجيداً لملك محلي فتظهر وكأنها ابتكاراً جديداً وكثيراً ما يكون عندما يقرأ مزموراً معيناً يعرّفه بنغمات بقية المزامير الأخرى ( كتبوا على الطين –ادوارد كبيرا –ترجمة د-محمود حسين الأمين ص130))
وكلمة نار وكالا تعني مغني كما أسلفنا وكذلك تعني اسم مغنية وعازف وعازفة والمغني بطبيعة الحال عازف يحسن العزف على آلته وخير مثال الملك شو لكي الذي شجع الموسيقى والغناء وهو يعزف على ثمان آلات موسيقية ، ونستدل من الأمثال السومرية حول الموسيقى ما يلي :-
((اذا حفظ المغني أغنية واحدة ولكنه يجيد عزفها ،فهو مغني بحق ))
وهذا مثل آخر يؤكد علي نفس الناحية وعلى ضرورة أجادة المغني العزف على الآلة الموسيقية (( المغني ( الموسيقي ) الجيد هو الذي يعرف كيف يوزن آلته ويدعها ترن عاليًاً، وماعدا ذلك فهو مغني(موسيقي) فاشل)) ( د-فوزي رشيد – الغناء العراقي القديم—آفاق عربية—العدد3تشرين الثاني1977 — ص84)
وهناك نوع من المغنين لايجيدون العزف على أللآلة الموسيقية ، ويعملون كمغنين ومنشدين وهم أحرار في التجوال بين المدن والقرى والأرياف وينشدون الأغاني ولاينكر ان هناك قسم منهم عازف ومغني في نفس الوقت ، وهؤلاء يطلق عليهم( زاميرو ) ( zommeru ) في اللغة الأكدية (وايشتالو) في اللغة السومرية estato  واول ظهور لهم في مدينة ماري على الفرات قرب ال أبو كمال.
والمغنية الشهيرة التي نالت شهرة واسعة هي من هذا النوع من المغنين والمغنيات ، لكنها تجيد العزف على الآلة الموسقية بدليل وجود تمثال لها وهي تعزف وكذلك تجيد الرقص مع الغناء وخاصة في القصور الملكية والحفلات ذات المستوى العالي
إن تمثال هذه ألمغنيه ذو أهمية كبيرة ،فهو يشترك مع تمثال ،أبيه – أيل في أسلوبه النحتي ،هذا الأسلوب السائد في عصر مسيلم
لكن التمثالين يتحرران مما يتسم به هذا الأسلوب الذي سيطر على فترة الفن (النحت المدور والنحت الناتيء ) لقد أكد لنا تمثا ل المغنية أور- ناتشي هذا التغيير المتحرر في تلك الفترة ، فهومنحوت من الحجر ورعي فيه الدقة وصقل جيد للجسم وسمات العيون الكبيرة المطعمة
(وهذا أسلوب سائد من ذي نشأت النحت السومري )
لكن النعومة في التعامل مع الوجه والأقسام الأخرى المكتنزة باللحم الأنثوي اعطى للوجه رقة . . . والأبتسامة الخفيفة التي تخرج من الشفتين الصغيرتين البارزتين في الوجه المدور والعينين المطمئنتين اللتين تسحبان الجسم والوجه الى لحظة تعبيرية فريدة باتجاه معبودها الوثني وهي جالسة القرفصاء، و تتشا بك ذراعها على صدرها وتقاطع رجليها بحركة طرية لاتولد السأم لدى اورنا نشي العابدة، ولايبتعد هذا التمثال عن تمثال أبيه – أيل .
ولايمكن إعطاء ملاحظات عابرة عن اهمية مدرسة النحت في ماري خلال عصر مسيلم، إلا إذا رجعنا الى المنجز النحتي في كل الأطوار التي ظهرت في الفن السومري ،وخاصة في مناطق ديالى كون هناك تماثيل تأخذ نفس الوضعية في تقاطع الأرجل ، وخاصة في منطقة (اشنونا)
إن تفاصيل هذا التمثال توحي لنا بوضعها الأرستقراطي وتسريحة شعرها المنظم المسدول الى الخلف الواصل الى تكوير عجزها بشكل أكثر استدارة ليظهر الوفرة للحم في هذه المنطقة في الشكل المدور اما الملابس فهي ترتدي سروالاً داخلياً محكم الشد على رجليها لانها كانت تؤدي الرقصات أثناء الغناء، وهذا التمثال وضع في معبد نيتي زازا nini-zaza في ماري مع قطع أخرى لأور- نانشي وهي مصورة على شكل امرأة تعزف قيثارة – الفن العراقي القديم – انطون مرتكات ص 113
ويبقى تمثال أور- نانشي يشغل حيزاً مهماً في الفن السومري في عصر مسيلم ومن إنتاج مدينة ماري التي وجدوا فيها كثرة من التماثيل التي تمثل الحقبة السومرية، وهذه التماثيل تضاف الى قاعدة الفن السومري الثابتة الركائز


منقول عن
http://www.abualsoof.com/