الاثنين، 19 أغسطس 2013

الوعي الديني

الوعي الديني








عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp
 

الى اليمين صورة لتماثيل من  الجبس والصخور الطباشيرية فترة السلالات الأولى - وادي نهر ديالى استكشف من قبل البعثة العراقية التابعة للمعهد الشرقي 1933-1934 تمثل هذه المنحوتات الصخرية شخوصا مفتحة الأعين من الانبهار وأيديهم مجموعة بالتقديس. وقد وضع بعض العابدين هذه التماثيل في معابد ما بين النهرين لتمثل صلاة أبدية لهم أمام الآلهة التي كرست لهذه المعابد. وعندما تم تجديد هذه المعابد فإن هذه التماثيل التي أصابتها الأضرار أو أنها قد أنتهت فترة تكريسها للمعابد فقد تم دفنها بعناية داخل بناية المعابد.
عبد سكان ما بين النهرين المئات من الالهة كان لكل واحدة منها اسمه ومكانته ووظيفته. وكان لكل مدينة الاهها أو آلهتها الخاصة بها؛ كما كان هناك آلهة مختصة بمختلف صنوف الحرف والمهن مثل النساجين والبنائين. غير أن القليل من الآلهة كانوا يتمتعون بالاحترام كآلهة رئيسة تسيطر على الجوانب المهمة من الكون، مثل الشمس والسماء والهواء. كان آنو أبا الآلهة وإلاه السماء وأنليل إلاه الهواء وكان أوتو إلاه الشمس وملك الحقيقة والعدل. وكان نانا إلاه القمر، وإينانا إلاهة الحب والحرب، ونينهورساك إلاهة الأرض وأنكي إلاه الماء إضافة لكونه رب الحكمة. ومع أنهم عبدوا وقدسوا هذه الآلهة الكبيرة إلا أن الكثير من الناس لم يكونوا يشعرون برابطة مع هذه الآلهة البعيدة؛ لأن بسطاء الناس اعتمدوا على العلاقة بآلهتهم الشخصية الخاصة بهم، ووضعهم ملائكة حماة لهم كانوا يحمون الأفراد ويشفعون لهم عند الآلهة الكبيرة
أدناه رابط مفيد يلخص ديانة مابين النهرين وكيف تمت عملية تطوير الوعي الديني الرافدي :


صورة لموقع اثري ( 3500 ق.م ) في تلول حمرين ( تل قبة ) يعتقد انه مركز طواف تعبدي للاله تموز ويلاحظ مقام الاله تموز في الوسط و ممرات من اللبن المصفوف بشكل دائري حوله لطواف المتعبدين.

بيوت الآلهة والأبراج المدرجة (الزقورات)
عُني العراقيون بتشييد المزارات والمعابد الأولي لآلهتهم منذ الألف السادس قبل الميلاد، فقد شيدوا مزاراً للأم الألهة(Mother Goddess) في أسفل طبقة سكنية في تل الصوان. قصده سكنه قرى المنطقة المجاورة في وسط العراق آنذاك حاملين معهم النذور والهدايا لسيدة الأرض وإلهة الخصب والأمومة، كما دفنوا الموتى من صغارهم في رحاب ذلك المزار ليكونوا في حماية الأم الإلهة في رحلتهم إلى عالم ما بعد الموت. وقد شيدوا عددا آخر من المزارات لسيدة الأرض في أبرز مستوطنات العراق الأولي من العصر الحجري الحديث، واهتموا منذ بداية الألف الرابع قبل الميلاد بإقامة معابد تعلو منازل البشر شيدوها على قواعد أو مصاطب من اللبن والطين وبالغوا أحياناً في ارتفاعها وفي عدد طبقاتها حتى غدت في أواخر الألف الثالث وخلال الألفين الثاني والأول قبل الميلاد كالحبال الشاهقات في علوها وفي ضخامة مدرجاتها وسلالمها.
وخير أمثلة على ما تبقى من هذا الطراز الفريد من عمارة العراق القديم هي زقورات آشور ونمرود وعقرقوف وكيش ونفر والوركاء وأور واريدو، وقد أطلق العراقيون على كل من هذه الزقورات اسماً خاصاً بها يرمز إلى السمو والرفعة كما يرمز إلى الصلة الأزلية بين الأرض والسماء. فالجبل أي الزقورة أو البرج المدرج هو في الواقع سلم شاهق يتسلقه الإنسان ليدنو من السماء ما استطاع ليقترب كثيراً من الإله الذي يصبو إليه ويسعى بتقوى وخشوع لتسهيل أمر نزوله إلى حيث البشر.
فزقورة آشور كانت تدعى دار جبل الكون وزقورة بابل تسمى دار أساس السماء والأرض ، كما أطلق اسم دار الأدلة السبعة للسماء والأرض على زقورة بورسيبا وهكذا..ومن الناحية المعمارية كانت بداية الزقورة في أواخر عصر العبيد وأوائل عصر الوركاء(مطلع الألف الرابع قبل الميلاد). وقد كانت بالأصل دكة أو مصطبة أو شرفة مشيدة باللبن ترتفع عن الأرض قليلاً ليقوم فوقها بناء المعبد المخصص لإله المدينة. وقد جاءتنا نماذج أولى من هذه المصاطب من مواقع العقير قرب كيش والوركاء واريدو وتل العبيد وقالنيج اغا في  أربيل.
لقد تأثر بناة المصاطب التي تضم رفاة فراعنة مصر الأوائل في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد بالطراز المعماري العراقي في هذا الباب، كما تأثروا إلى جانب ذلك بعناصر فنية وتقنية عراقية أخرى في النحت البارز وعمل الأواني والجرار من الحجر المرمر والفخار وفي عمل الأختام الأسطوانية وكان ذلك في أواخر عصر نقاده المعاصر في الزمن لأواخر عصر الوركاء في العراق. وقد عرفت مدينة ماري وتل براك في سوريا الزقورة على الطريقة العراقية وشيدها الإيرانيون في موقع جوخة زنبيل وربما في تخت سليمان على الطريقة العراقية أيضاً

منقول عن 

http://www.abualsoof.com/