فريق بريطاني عراقي يؤكد أن اكتشافات «تل خيبر» جنوب العراق تعود للحقبة البابلية
أكد فريق بريطاني - عراقي مشترك أن الاكتشافات الأولية خلال الموسم التمهيدي للتنقيب في موقع تل خيبر (38 كم عن موقع أور الأثري غرب مدينة الناصرية جنوب العراق) تعود إلى حقبتين زمنيتين: أولهما حضارة بابل، والثانية فجر السلالات.
وفي الوقت الذي أشارت فيه خبيرة آثار بريطانية إلى أن الفريق عثر على
لوح فخاري يعود صنعه إلى ما بين عامي 1800 و2200 قبل الميلاد، لم يستبعد
خبراء عراقيون أن يتم اكتشاف زقورات أخرى في أماكن متعددة من محافظة ذي
قار، موطن أقدم زقورة في التاريخ «زقورة أور».
وقالت خبيرة الآثار البريطانية الدكتورة جين مون لـ«الشرق الأوسط»:
«الفريق البريطاني هو جزء من مشروع منظمة أور للآثار في جامعة مانشستر،
ويتكون من عشرة خبراء؛ ستة منهم بريطانيون، وأربعة عراقيون، عمل على كشف
موقع تل خيبر، وذلك بإجراء مسوحات ورسم خرائط كنتورية»، نافية أن يكون
العمل قد اشتمل على عمليات تنقيب باستثناء 10 إلى 15 سم من سطح الموقع.
وأبانت مور أن «الفريق اكتشف لوحا فخاريا لرجل يتعبد، وبأبعاد 4.5×3 سم،
يرجح أنه يعود إلى الحقبة البابلية، أي ما بين عامي 1800 إلى 2200 قبل
الميلاد، كما تم اكتشاف أركان لمبنى بحجم ملعب لكرة القدم يحتوى على جدار
بعرض 3 أمتار». وأضافت: «بعض القطع الأخرى التي عثر عليها فيها ثقوب
لمغزل.. مما يدل على مدى التطور الذي كانت تعيشه تلك الحقبة ومدنيتها؛ إذ
إن سكانها كانوا يرتدون ثيابا تمت حياكتها بمغزل».
من جهته قال ممثل هيئة الآثار والتراث المشتركة مع بعثة التنقيب
البريطانية الخبير الآثاري علي كاظم، إن الفريق البريطاني تعاقد مع هيئة
الآثار والتراث العراقية على العمل في موقع تل خيبر لمدة خمسة أعوام. وأضاف
أن «الموسم الأول اشتمل على عمليات مسح وتصوير ورسم لخرائط كنتورية وتنقيب
بسيط للسطح، أما الموسم المقبل فسيشتمل على العمل الفعلي»، مبينا أنه من
خلال العمل عثر الفريق على بعض الفخاريات وبعض النماذج الأخرى، ومن ضمنها
ألواح فخارية تعود إلى حضارة بابل القديمة «من المحتمل أن تكون بها آثار
تعود لفجر السلالات؛ لعثورنا على بعض الكسر الفخارية التي تعود لهذه الحقبة
الزمنية».
ولم يتم التنقيب في موقع تل خيبر من قبل، وتم التعاقد على تنقيبه بين
جامعة مانشستر البريطانية ووزارة السياحة والآثار العراقية، ولمدة خمسة
مواسم بدأت العام الحالي. وتقول مديرة مفتشية آثار ذي قار وصال نعيم إن
«فريقا بريطانيا بدأ في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي التنقيب في موقع خيبر
الآثاري، ليتم اكتشاف ملتقطات سطحية تعود لعهد بابل القديم وفجر
السلالات». وتضيف أن «هذه البعثة تعد الثانية التي تنقب في محافظة ذي قار
هذا العام، بعد فريق التنقيب الإيطالي الذي عمل هذا العام للموسم الثاني
على التوالي في موقع تل أبو طبيرة (3 كم جنوب مدينة الناصرية)، فيما سينقب
فريق بلجيكي في موقع (تل يوخا الأثري) خلال الشهر المقبل».
وتضم محافظة ذي قار الكثير من المواقع الأثرية التي تعود لعصر فجر
السلالات السومرية، ومملكة «أوما» التي ظهرت في الألفية الثالثة قبل
الميلاد، وأهم تلك المواقع زقورة أور، وبيت النبي إبراهيم الخليل، وتل
جوخا، أو كما يسمى بـ«يوخا»، الواقع شمال الناصرية، مركز المحافظة، وتبلغ
مساحته نحو 10 كلم، ويضم أكثر من سبعة مواقع أثرية، منها «تل فروة» و«تل
بنات الشيخ» و«تل أبو الجرابيع»، وتعرض للسرقة لمرات كثيرة.
ويقول الخبير الآثار العراقي عامر عبد الرزاق إن «المواقع الأثرية
الموجودة في ذي قار قد تحتوي على أكثر من زقورة، إذ هي في غالبها أماكن
للعبادة عند أهل سومر وبابل الذين كانوا يتخذون من الزقورات معابد
لآلهتهم». ويضيف أن «موقع مملكة لكش الأثرية الواقع في منطقة (تلول الهبا)
شمال مدينة الناصرية، يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتربع على أرض
مساحتها 25 كيلومترا مربعا، ومدينة نينا في موقع (تل زرغر) التي تعد أعلى
موقع أثري في العراق، حيث يقبع على ارتفاع 20 مترا فوق مستوى سطح البحر،
وكانت تمثل ميناء مملكة لكش، قد تحتويان على زقورات غير مكتشفة؛ لأن
المواقع لم تنقب إلى آن».
من جانبها تؤكد الحكومة المحلية في محافظة ذي قار دعمها لتوجه علماء
الآثار نحو المحافظة للتنقيب وتخصيص ملياري دينار عراقي لصيانة زقور أور.
ويقول نائب رئيس مجلس محافظة ذي عبد الهادي السعداوي إن «المجلس بعد
التباحث مع عدد من خبراء الآثار، قرر تخصيص ملياري دينار عراقي ضمن موازنة
العام الحالي، وكمرحلة أولى لصيانة زقورة أور والمقبرة الملكية». ويضيف أن
«المجلس في نيته تخصيص أموال إضافية خلال الأعوام المقبلة لغرض زيادة عدد
فرق التنقيب وإعلان ذي قار التي تحتوي على 1350 موقعا آثاريا - عاصمة
العراق السياحية والآثارية».
المصدر:الشرق الاوسط
المصدر:الشرق الاوسط