الاثنين، 19 أغسطس 2013

الري، الزراعة والتدجين


الري، الزراعة والتدجين






عن موقع الدكتور بهنام ابو الصوف: http://www.abualsoof.com/index.asp


 إناء حجري يصور فلاحا وقطيع أبقار

في فترة السلالات الأولى (2900-2400) ق م تقريبا. تل أغرب، معبد شارة (جرى التنقيب فيه من قبل المعهد الشرقي 1935) هذه قطعة من إناء حجري قديم تصور كثيرا مما كان يظهر من الأعمال الفنية في بلاد ما بين النهرين: بقرتان ترعيان طول النهار صورتا وهما تعودان إلى حضيرة الأبقار ليلا، فتستقبلهما العجول المتلهفة للرضاعة منهما. ويظهر أعلى البقرة الوسطى طائران وقفا ظهرا لظهر، ويظهر عند الحافة اليمنى لهذه القطعة رأس واحد من العجول قادما لتحية أمه.

إن تدجين الحيوانات مثل الأبقار والأغنام، وكذلك تدجين النباتات قد أدى إلى تغيرات دراماتيكية في حياة الناس؛ وكذلك في تاريخ الجنس البشري. وأهم تلك التغيرات كان في الانتقال من أسلوب الحياة البدوية إلى أسلوب الحياة المستقرة. فلأجل رعاية قطعان الحيوانات أصبح الناس بحاجة إلى الحياة في مكان واحد. إن هذا التغير من حياة الصيد وجمع القوت إلى حياة الزراعة وتربية الحيوانات حدث بصورة منعزلة في عدة أماكن من العالم. أما في شمال بلاد ما بين النهرين فقد حدث هذا التطور ما بين 10000 و 6000 سنة ق م. كان هناك ما يكفي من المطر لتنمو المزروعات، وكلك كانت المنطقة موطنا للقمح والشعير وهي النباتات التي تم تدجينها، وكذلك الخراف والأبقار والماعز والخنازير.
وفي سنة 5800 ق م كان هناك أناس يعيشون في السهول الجنوبية لبلاد ما بين النهرين دجلة والفرات. وكانت أراضي هذه المنطقة عالية الخصوبة، غير أن سقوط المطر لم يكن كافيا للزراعة، كما أن النهرين لم يكونا مما يعتمد عليهما، فكانا عرضة للجفاف في حرارة الصيف اللاهبة، فكان الري هو الحل لهذه المشاكل. وبمرور الزمن حفرت القنوات والسواقي عند الحقول الزراعية بالقرب من الأنهار مما جعل الأرض هناك شبكة من القنوات الاصطناعية



منقول عن 
http://www.abualsoof.com/